فعلاً، خدمة الزبائن على نزول... |
أصر الفتية على موقفهم، ولكنهم قطعو طرق فرعية. ومع ذلك يبدو أن المستزلم شعر بتهميش لكبريائه وسلطته بل وساءه نكران جميل هؤلاء الفتية الذين اعتاد على تشجيعهم على المشاكل ثم التدخل عند القوى الأمنية للإفراج عنهم. وبالتالي قرر تأديبهم لعدم الإنصياع لإرادته وهو من كان يكرمهم بإعتبارهم عصابته الخاصة. فحضر إلى مكان الإعتصام مع مستزلمين آخرين بهدف بث الرعب في الفتية، ولكن السحر إنقلب على الساحر ودارت معركة من اللكمات والصفعات بين الطرفين، يبدو أنها انتهت بتهميش أعمق لكبرياء المستزلمين فكان لابد من الثأر...
في اليوم التالي، قاد المستزلم الأساسي سيارته وحيداً إلى منزل أحد الفتية وأقنعه بركوب السيارة بحجة إنو "الله يلعن الشيطان طلاع تفهمك شو الموضوع". ثم توجه به إلى حرج الضيعة حيث كان بانتظاره إثنين من المستزلمين فتنبه الفتى (الأهوج بالطبيعة) إلى الموقف عند نزوله من السيارة فبدأ برمي الحجارة عليهم ثم تمسك برقبة المستزلم الأساس وبدأ يكيل اللكمات رغم كل محاولات المستزلمين للفصل بينهما. ومن وهل الموقف لم يجد المستزلم بداً من سحب مسدسه عن خصره (وهو يعمل في جهاز أمني على فكرة) وأطلق النار على قدم الفتى، ثم تركوه ملقى على الأرض ينزف ورحلو. زحف الفتى إلى إستراحة قريبة حيث إتصل بالإسعاف التي نقلته للمستشفى.
حصلت ضغوط متوقعة على والده للفلفة الموضوع ورضخ. لكن الفتى في المستشفى بقي مصراً أن المستزلم سيدفع الثمن، كما أن أصدقاء الفتى كانو شديدي الغضب لم حدث. كل ما عرفته قبل مغادرتي لبنان أن بعض التحريين جالو على منازل الفتية بحجة وجود شكوك حول ترويج مخدرات وما شاكل. يا للصدفة!
قصة حقيقية. لم تصلني بالتواتر بل أعرف الفتية والمستزلمين بصفة شخصية. وأذكر أن الكهرباء في القرية والجوار تحسنت لبضعة أيام بعد تلك الحادثة. صدفة أخرى.
والشيء بالشيء يذكر، أيام حكومة فؤاد السنيورة، وعندما قام البعض في الضاحية الجنوبية بإشعال الإطارات، اشتكت قوى ١٤ اذار أنهم مدفوعين من ٨ اذار للضغط على الحكومة. فلا غرابة أن تضحك حين تقرأ هذا الخبر عبر تويتر جريدة النهار:
كتلة نواب زحلة وقوى 14 آذار طالبت باسيل بالاستقالة: ذاهبون الى الاعتصام امام السرايا إذا لم يتم رفع التغذية بالكهرباء #Lebanon #Annahar
رفض دفع فواتير الكهرباء يترتب عليه عواقب قانونية. ولكن من حق اللبنانيين أن يعلنو إعتماد سياسة النأي بالنفس عن دفع فواتير الكهرباء. والنأي بالنفس بإعتراف الحكومة هو حالة سلبية لا يترتب عليها أي مفاعيل مضرة بممارسها ولكنها تعفي النائي بنفسه عن تحمل أي مسؤولية أو فعل ما لا يريده أو لا يستطيعه.
ولكن الخطير هو التصويب إلى المكان الخطأ. مشكلة الكهرباء ليست جبران باسيل. هو مجرد تفصيل في مشكلة. ما صرف على الكهرباء حتى الآن كافٍ لإنارة المجرة بضوءٍ يحجب نور الشمس. النظام اللبناني نظام ماكر قادر على حرف أي محاولة انقاذية عن مسارها من خلال تشتيت المسؤولية واللعب على التناقضات، فيقذف وزير الكهرباء الكرة في ملعب رئيس الوزراء وتقذف الحكومة الكرة على مجلس النواب وتقذف قوى ٨ اذار المسؤلية على ١٤ اذار والعكس بالعكس حتى تتشتت أشلاء الحقوق بين القبائل. ومن هنا نرى ضرورة التأكيد على الآتي:
- مشاكل الناس مسؤولية حكومية شاملة. ومع تعدد المشاكل وفشل الحكومة مرة بعد مرة عن حل أي مشكل بشكل فاعل نقول ما قلناه بحق الوزير، فشلكم يفرض استقالتكم. ولا ضرورة للكلام الممجوج عن الأوضاع الإقليمية وكل هذا الرعب على طريقة "إما أنا أو الفوضى" أولاً لأنها خربانة خربانة، وثانياً لأنكم تعملون بشخصية حكومة تصريف أعمال وتقطيع وقت، فالتكونو إسم على مسمى إذاً.
- فالتعود قبابيط زعامات ١٤ اذار إلى جحورها هي الأخرى، فلم تكونو أفضل أيام السلطة بل أنتم وهم مصيبتين في نفس اللباس.
- نريد هيئة لمكافحة الفساد مكونة من شخصيات مشهود لها بالكفاءة والنزاهة تعطى صلاحيات كاملة من حيث الإطلاع على كل الوثائق والمعلومات حول أي قضية، ولتكن البداية مع موضوع الفساد والهدر في الكهرباء، ما هو مقصود وما هو ناجم عن أخطاء في الإدارة والتخطيط فتحدد المسؤوليات بشكل مفصل.
يحق للبنانيين النأي بأنفسهم عن دفع فواتير الكهرباء حتى تقدم الدولة (وأقول الدولة بكامل مؤسساتها) خطة عمل واضحة للطاقة تستند إلى جدول زمني ملزم على أن يبدأ اللبناني بدفع فواتيره فور حصوله على الكهرباء لفترة لا تقل عن ١٢ ساعة يومياً كمرحلة أولى تزيد وفق الجدول الزمني المذكور.
0 comments:
Post a Comment