أسوأ الجنازات جنازات الذكريات...

Tuesday, June 18, 2013 0 comments



أسوأ الجنازات جنازات الذكريات... 

لذا تراني اليوم في حال حداد.

كان من أوائل  (إن لم يكن أول) من قرأت في الصحافة وتابعت بشكل دائم. حين كانت الخرجية المدرسية ثروتي اليومية، تكفي لشراء منقوشة (باردة) من دكان المدرسة وتزيد قليلاً. كنت أفضل أن اشتري الجريدة. وكانت النهار الأغلى ثمناً فاخترت السفير. ثم أدمنت قراءة قلمه ومقاله فبات خياري حتى بعد أن أصبحت غنياً بما يكفي لأختار الجريدة التي اشتري.

فتنت بالإسلوب، والهدوء وصفاء التحليل. ومع كل مقال زاد انبهاري بألوان ريشته الفكرية دون أن يكون له لونٌ مائعٌ أو فاقع. لماذا فعلتها يا ساطع؟


اسمح لي أن أتجنب القاب الأستذة، فقد سخفت الألقاب في بلدي وما عاد لبريقها بريق. اعتدت قراءة اسمك الذي إزداد نبته تورداً في ذاكرتي مع كل كلمة ومقال، ومن القباحة تعليق الأوسمة على الورود. اسمك بذاته كان صفةً مترفعةً لأقصى حدود. 


كم وددت أن يكون صاحب ذاك المقال -الأخير- ساطع نور الدين آخر، ورطك بتشابه أسماءٍ وتناقض أشخاص. فنخجل نحن قرائك من خطيئة الوقوع في خطأ الشبهة، رغم سهولة الإستنتاج بأن ذاك ليس أنت. فأنت مازلت كما كنت. 

لماذا يموت كل نورٍ ساطعٍ في بلدي ويزداد الظلام ظلام؟ لما ارتهن للمال والدين صوت كل صوتٍ وكلام كل الكلام؟ أكتب لنا أن نحصي التدحرج القبيح لكل جميلٍ كريمٍ من تلال فخرنا إلى قعرٍ يزدان بموائد اللئام؟

ما عاد نور الدين ساطعاً، فالحق هو المشعل الوحيد الذي لا يوقده النفط بل يطفئه. الكل دخل النادي المقيط بأقلامٍ استحالت دماً (بفتح الداء وضمها)، وباتت العوبةً بين الأيادي. ما عاد الثوار ثوار، ولا الرموز رموزاً ولا القادة قادة، يوم أستحالة المصلحة عبادة.

الكل دخل النادي، فمن أنادي؟

لي وهمي الجميل، ولك حزنك يا بلادي. 


Share |

0 comments:

Post a Comment