لهجة المقال: لبناني وفصحى، حسب الظروف.
الموضوع: نظرة نقدية للجوانب السلبية لحركة المجتمع المدني وطرح مشروع عمل للمرحلة القادمة
تحذير: هذا مقال بلا قفازات. في لحظة الحقيقة هناك ضرورة لقول الأمور كما هي على فجاجتها، ثم طرح البدائل (في نهاية المقال)، فاقتضى التنويه.
عندما يريد جيش ما إقتحام بلدٍ على الضفة المقابلة، يحاول أولاً التواجد على رأس بحري صغير يعزز صفوفه ويمتن قواعده لينطلق إلى العمق ويفرض سيطرته الكاملة. هذا سياق عمل مقدس لأي جيش، فلا يغريه كسبٌ سريعٌ محدود، أو كرهٍ لعدوٍ لدود، ولا تستدرجه فرصة سانحة خادعة للإندفاع الأعمى خارج سياق تلك القاعدة.
في العلوم العسكرية أيضاً، مبدأٌ أزليٌ أبديٌ ثابت: لا تدمر الجسر الأخير خلف خطوط عدوك. حرمانه من فرصة الفرار يجعله أكثر شراسةً في المقاومة. نظرية مجربة تضبط إنفعال حقد، حفاظاً على تحقيق مجد.
في الملاكمة، أفضل تقنية لتثبيت المنافس الشرس، احتضانه. لا تسمح أن تدفعك المكابرة نحو المقامرة كي لا تسقط بالضربة القاضية!
وفي السياسة لا تقطع شعرة معاوية!
تسحرني المنهجيات الاستراتيجية التي تحدد الهدف النهائي قبل أن تخطو الخطوة الأولى، وتنظر بعين الهدف قبل كل خطوة فتحسب كل كلمة وموقف بمقياس خدمته للمشروع الأساس بغض النظر عن الرغبات والثارات الشخصية.
الاستراتيجيا علمٌ في التخطيط وفنٌ في الممارسة. أي أنها متنزهة عن كل مشاعر الحقد والإعجاب والكره والعشق حين تحدد المسار، غير أنها توظفها جميعاً عندما تسير على درب الوصول إلى المبتغى. توظفها ولا تتوظف عندها.
هنا تبدأ مشكلة التحركات الرامية لتغيير النظام الطائفي في لبنان. كل جنديٍ في هذه "الثورة" تراه يشقل بنطاله ويندفع مهرولاً نحو الدشم المنتصبة أمامه ما أن تنغرز قدمه في وحول الضفة المقابلة. فلا يلتفت للقادمين وراءه ولا يتعلم ممن سبق. لا حاجة على ما يبدو لترتيب الخطوط وتحديد المسار. بالحماس بالحماس حانكسرها راس وراس! هيييا!!!
النظرية الرائجة حالياً هي نظرية نسف كل الجسور، جسورهم وجسورنا، والإندفاع إلى معركة يا مقتول يا مقتول، باكرة جداً جداً! يأبى عنفوان البعض إحتضان أحد. وقد يفضلو تالياً مرجحة رؤوسهم تحت قبضات الملاكمين، ثم التصريح زهواً :"قد ما ضربونا هلكو يا حرام!"
ولكن قبل كل هذا وذاك: إعرف عدوك لتنتصر عليه، أو قضيتك لتنتصر لها.
نظرة في المرآة
بما انني صاحب إيمانٍ لا يتزعزع أن مبدأ ""أنت لبناني، إذاً أنت لست عدوي" هو المدخل الإجباري والوحيد لخلاص لبنان، فما يعنيني هو نقاش القضية وليس العدو حين نتكلم عن بناء دولة لبنانية حديثة. وكما ذكرت في أول مقال في المدونة (نشرته قبل تصاعد أحداث الثورة المصرية - فاقتضى التنويه!) الخطيئة الكبرى هي شخصنة المشكلة والتركيز على الأشخاص لاستهدافهم. الطريف في الموضوع أن الثائرين المتظاهرين يعظمون شأن ودور وقدرة زعامات الطوائف أكثر من أتباع تلك الزعامات. وكأن المشكل هو الزعيم الفلاني، أو الزعماء بالجمع! إنها صورة الزعيم النصف إلاهٍ ونصف تفرض نفسها من جديد!
"المشكلة هي الزعماء، هم خربوها!"... يذكرني هذا المنطق بنظرية "حروب الآخرين على ارضنا"... هي السيكولوجية اللبنانية التي تساعد المواطن اللبناني كي يدعي البراءة والطهارة. فاللبنانيون لم يسحلو أجساد بعضهم البعض على الطرقات ولا تذابحو على الهوية ولا كانت الآذان المقطعة وحدة القياس الإحصائي لمستوى الفتك بالشريك في الوطن! "المواطن مسكين وما خصو"! لن نتغير إذا لم نخرج من كوما النكران، فنعترف بنقائصنا بدل إلقائها يمنة ويسرة. هنا تبدأ المعالجة.
هل المشكلة أن زعماء السياسة في لبنان فاسدين أم أن ديناميكية الدولة اللبنانية -بل والمجتمع اللبناني- ولادة فساد؟ الجواب مهم لنعرف مكمن المشكل الحقيقي فنحدد الهدف والاستراتجية.
كم من المواطنين نال إجازة قيادة سيارته بطريقة شرعية؟ كم واحد عمل واسطة؟ سرقة كهربا؟ كب زبالي عالطريق؟ كم منكم رشا موظف لتخليص معاملة؟ كم من اللبنانيين يرشي أو يرتشي كل يوم؟ كم من اللبنانيين يدفع ضرائبه كما يجب؟ كم من اللبنانيين صاححلو ينهش ومقصر؟ الزعما سرقو أكتر؟ صاححلن! بعدين في طابور من آلاف المتنفعين ناطرين الزعما تيرشو عليهن! يعني بتخلص براسمالها بالأخير... أوعك شي يساري يجي ينظر عن الجمهورية الفاضلة والأحزاب المنزهة! فالنحافظ على البيوت الزجاجية ولا نتبادل رشق الحجارة!
الإصلاح يبدأ من الجذور ولا يكون بتقليم الأغصان. كل حالة الفساد العابرة للطوائف والمناطق والفئات الإجتماعية هي نتاج طبيعي لديناميكية الحياة في العقار رقم ١٠٤٥٢ حيث لا دولة ولا من يتداولون. فإما التركيز على منهجية توصلنا لتأسيس دولة أو ننشغل بمعارك عبثية نحاكم فيها بعضنا البعض ونتهم بعضنا البعض ونخون بعضنا البعض حتى إذا سقط السلاح بين أيدينا تحولنا إلى آكلي لحوم بشر.
استطيع أن أدعي انني لم أتنفع من أي سياسي في حياتي (اعتبرها صدفه إذا بدك، مش طوباويه). وبالتالي فأنا آخر من يدافع عنهم جمعاً أو فرادى. ولكن الموضوع أكبر من الأشخاص. الموضوع موضوع إسلوب حياة وإدارة تطبعنا عليها جميعاً!
هل يستمر الزعيم زعيماً إذا قرر الإستقامة؟ كم من مسؤول سياسي مستقيم ضمن استمراريته على مسرح الشأن العام؟ الشعب كان يعرف سليم الحص عندما إنتخب غنوة جلول! على سبيل المثال لا الحصر. لو كان سليم الحص موهوباً في المذهبة ومعالقه مذهبة، أما كان ليضمن لنفسه واقعاً سياسياً أفضل؟ وانسج على منواله أهم رجالات الفكر والدولة والإقتصاد على مدى عقود.
حسابات في الثورة
إذاً نظرية "كل الشعب أهلاً وسهلاً بس الزعما بدنا نكسرلن راسن" هي مستخلص أسنس السذاجة، وجهل مريع لطبيعة المجتمع اللبناني وحساباته. كلما صوبت إتجاه زعيم نفضت عنك شريحة كاملة من المجتمع مرة وإلى الأبد. هاي خدها قاعده اتوماتيكيه! فالزعيم زعيم لأنه يوفر ضمانة لأولويات من يمثل، وليس العكس. الحماقة هي في الجلوس في فقاعة أحلام اليقظة واعتبار إنو الشعب حمار وفي كم راس هني القصة كلها. ليس صحيحاً! الناس انتخبتهم، وعن وعي. وإذا أردنا تغييراً نحو الأفضل فعلينا التعاطي مع الواقع الموجود وليس الحلم المشتهى. مهاجمة شعواء للقيادات السياسية والنظام الطائفي والمواطنين الطائفيين تؤدي إلى ما يلي:
١) شيل شي مليون الأولوية عندهن حالة الردع ضد إسرائيل والتي يمثل بعض القيادات السياسية رمزيتها وقيادتها وزعامتها. وهم غير مستعدين للتهافت لتحقيق أحلامك المنشودة إذا كانت تمس أولوياتهم أو تهين رموزهم.
٢) شيل مليون فوقهن مش قابضين قصة تغيير النظام كللا ومرعوبين من اكثريات تفترس اقليات. هول كمان بيعتبرو إنو في زعامات حفظت وجودهن في أحلك الأزمات، وهني وزعاماتن غير معنيين لا بتغيير ولا بتعتير. راسمالها شوية رتوش على النظام الحالي وبيرجع عريس.
٣) شيل مليون فوق المليونين ظابطة معهن وظائف رسميه أو ضمن مؤسسات وشركات تابعة أو خاضعة لزعامات وطوائف توءمن مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم وبيعتبرو إنو من بعدهم وبعد اولادهم الطوفان.
بيبقى كمشة مواطنين مفرطعين شمال ويمين. هول بيعملو تجمع يطرح تغيير، بس ما بيعملو إنقلاب يعلق شي مليون لبناني على المشانق!
إذاً التغيير لن يكون إلا من خلال تفهم خصوصيات كل شرائح المجتمع والعمل معها لنسج قناعات مشتركة. أسلوب "فهمو يا بجم!" حطو على رف مضيعة الوقت. من يريد التغيير عليه أن يعي سيكولوجية مجتمعه واللبناني آخر من يتقبل الأسلوب الفوقي الإستفزازي. من لا يستطيع التواصل ونسج حوار بناء لا يمتلك الكفاءة الضرورية لإحدث تغييرٍ أساسي على مستوى وطن. وبالتالي فهو إمتحانٌ لدعاة التغيير قبل غيرهم، والفشل فشلهم هم.
ومن هنا كان مقال الأمس مباشراً: لا يجب تفويت أي فرصة يمكن الولوج منها لكسر هذه الحلقة المفرغة. هناك سياسيين أبدو رغبتهم في دعم منطق التغيير في الدولة. مش مهم مناورة واللا مؤامرة، العمل في الشأن العام مش حزازير نوايا! خاطبو اتباعهم من خلالهم! قولو لهم: تفضلو، شمرو عن زنودكن وفرجونا! إطرحو مشروع وطني واضح ومفصل وجابهوهم به. إطرحو بادرة حسن نية (نموذج مقالتي أمس). أعلنو سنة تسامح ومصالحة وطنية شاملة. ثم لنفترض وافقو على الطرح، منقول ساعتها لأ بتطلنا؟! بدنا نكسركن! يعني صارت تتنيح القصة وخلص؟ يا اخي جربو! وين لخسارة؟ أما إذا الموضوع حقد وكره وخلص، فالأوطان لا تبنى على الأحقاد والغرائز.
البعض يقول أنه حتى لو ساهم السياسيون بتغيير النظام فالشعب سينتخبهم من جديد، لذا وجب أن نتغداهم قبل أن يتعشونا. أنا لا أوافق على هذا التحليل، ولكنه أكبر شهادة بشرعية الزعامات الموجودة. إذاً، وفق هذا المنطق، الزعامات موجودة بإرادة شعبية شاملة بمعزل عن طبيعة النظام. إذا هيك، ليش النق؟ والله شايف رح تعلنو ثورة الأقلية مش ثورة شعبيه. ثم أين المشكل في ذلك؟ هل المطلوب نظام ديموقراطي عصري يعبر فيه الشعب عن خياراته فينتخب من يشاء أم نظاماً ينتخبني أنا أو أنت؟ شايف بلشنا نخبص يا شباب!
مشروع للمرحلة القادمة: تجمع جيل التأسيس
إن السياق الذي نهجته التظاهرات حقق أقصى الغايات الممكنة وخلق جواً عاماً متقبلاً لفتح نقاشٍ بناء حول المستقبل. وهذا إنجاز لا يجب التقليل من أهميته. لذا دافعنا عن كل مبادرة رغم التحفظات. آن الأوان للإندفاع إلى مستوى مختلف من الحراك الوطني العام. هناك مشكلة كبيرة متمثلة بالفرز الجذري بين ٨ و١٤ اذار حيث انعدمت مساحات التلاقي وبلغ الإستقطاب ذروته. البلد لا يحتاج مشروعاً صدامياً يخلق -بأحسن الأحوال- قطباً ثالثاً يصارع الإثنين.
إن هذه الشريحة الرائعة من المواطنين الذين شاركو في التظاهرات هم الرأس الستراتيجي المغروس على ضفة النظام المقيت. هناك حاجة الآن للتفاعل مع كل شرائح البلد لنتعاون معاً ٨ و١٤ و٢٠ على مساحة ال١٠٤٥٢ ونجد الطريقة المثلى للإنقضاض على أشلاء هذا النظام. فالنبني مزيداً من جسور التلاقي بدل نسف الموجود. وقد طرحت الكثير من الأفكار في هذا السياق في مقالاتٍ سابقة (نموذج).
مما لا شك فيه أن هناك الكثير من الأمور التي تتشابك مصالح الجميع حولها، وهناك قضايا خلافية أساسية. فالننشئ تجمعاً لجيل التأسيس مثلاً، يدعو كل اللبنانيين من مختلف الإتجاهات للتعاون من خلاله في القضايا الوفاقية بما فيها أمورٌ لا تحتمل التأجيل* (مثال في آخر المقال) ويكون هذا التجمع مساحة حوارٍ في الأمور الخلافية التي ورثناها فنتشارك الهواجس المختلفة لمختلف الأطراف ونحاول إستنباط حلول بدل افتعال أزمات. إن العمل المشترك قادر على تحقيق نتائج سريعة جداً على أكثر من صعيد تنال إستحسان المواطن ودعمه وانضمامه لنشاطات هذا التجمع. لقاء شعبي على هذا المستوى يمكن أن يتطور ويفرض وقائع جديدة على القيادات على طريق التغيير والحداثة.
التحدي هو تظهير خطاب ومبادرة تنال إستحسان مختلف القوى. أسهل الأمور الصراخ. عدم القدرة على التواصل مع الأغلبية الساحقة من اللبنانيين على إختلاف معسكراتهم هو فشلٌ لنا لا تغطيه الأصوات العالية وشولحة الشعارات والإتهامات والشتائم. المجتمع اللبناني يحتاج إلى بصيص نور يهتدي به ومساحة لقاء يجتمع عليها. هذا دورنا للمرحلة القادمة إذا اردنا توجهاً مثمر.
* لقد تحدثت في مقال سابق عن مليشيات زين الأتات وهي قضية تصيب كل المواطنين من مختلف التوجهات. انها من البدايات الصغيرة ذات الدلالة الواضحة. ماذا لو حصل تحرك يحمل توقيع جيل التأسيس وأنزل اللوحات الإعلانية لزين الأتات عن الطرقات وأرسل مندوبين عنه إلى كافة دكاكين الأدوية المسرطنة وتحدث إلى الزبائن لتحذيرهم من مخاطرها، وهو تحرك قانوني لا جدال فيه سنداً للحقائق التي طرحت في الحلقة مع مارسيل غانم.
** تخفيض تعرفة الخليوي هي مجال يطال كل اللبنانيين. لو أن تحرك يوم الأربعاء حمل توقيعاً جامعاً على المستوى اللبناني من خلال تجمع جيل التأسيس مثلاً لاكتساب زخماً أكبر.
وفي الأيام القادمة سأطرح مزيداً من الأفكار التي تخدم المواطن في يومياته بشكلٍ مباشر. هذا التجمع يحل اشكالية أساسية تهدد التحرك في مقتل. إن حصر المطالب بمظاهرات ذات طبيعة شاملة ينتج تزاحماً طبيعياً على الظهور وتنافساً على الأدوار (خاصةً في لبنان). تنوع اللجان في هكذا تجمع بحيث تمسك كل لجنة بملف وتقود التجمع وتمثله فيها تحت سقف لجنة التنسيق المشتركة يؤمن أدوراً أساسية للجميع.
إذا إستطاع تجمع جيل التأسيس أن يملأ الفراغ الذي تركته الحركات النقابية فالتحم مع هموم الناس وتفاعل معها، وإذا إستطاع هذا التجمع أن يشكل ساحة تلاقي شباب مختلف الساحات السياسية فسيؤدي التواصل إلى تقريب المسافات بشكلٍ تلقائي، فالمشكلة الأساسية الآن أن كل طرف لا يسمع إلا نفسه.
سمعتك! عم بتقول ما بتزبط! إنت واحد غلطان!
2 comments:
النظرة "الفجة" التي طرحتها شكلت جزءاً كبيراً من معرض نقاشنا منذ ايام قليلة
ما نحتاجه بالفعل هو حركة قادرة على التفاعل معالمجتمع اللبناني ومتطلباته ومشاكله
حركة شبابية قادرة على فك الارتباط ان صح التعبير، والى التأسيس من جديد لمجتمع صحي وواعي وحديث
المشكلة اننا نتلهى بالقشور ولا ننخرط في وضع خطة عمل واضحة نعمل على اساسها وننفذها تباعاً وفق خطة زمنية
لقد نجحنا في وضع بند الغاء الطائفية السياسية على الساحة من جديد رغم استغلال البعض لهذه الظاهرة الا انه من واجباتنا تحويلها الى امر واقع لا بد من بحثه وبحث قضايا اخرى كوجود السلاح غير الشرعي وشبكات الفساد والمال الفاحش
يفترض بنا ان نتحرك على هذا الاساس والمقالة الاخيرة صديقي رمزي في مكانها لانها تسلط الاصبع على الجرح وتحثنا على رسم خارطة طريق نحو مستقبل افضل
الكثير من الافكار احتاج الى طرحها وطبعاً ساستكمل النقاش معك في اي مقال جديد
شكراً
SA
يبدو أنّ اكثر الايجابيات التي حملتها حملة اسقاط النظام في لبنان هي فتح باب النقاش بين مختلف الفئات المدنية والعلمانية في البلاد.. وهذا امر جيد.
فتحت الباب لنفكّر ابعد من مجرّد التظاهر
نتفق على الكثير من الطرح.. خصوصاً فيما يتعلق بفهم سيكولوجية المجموعات اللبنانية وكيفيّة التعاطي معها
keep on!
هنيبعل
Post a Comment